سورة البقرة - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (البقرة)


        


قوله تعالى: {خَتَمَ اللهُ على قُلُوبِهِمْ} الختم الطبع، ومنه ختم الكتاب، وفيه أربعة تأويلات:
أحدها: وهو قول مجاهد : أن القلب مثل الكف، فإذا أذنب العبْدُ ذنباً ضُمَّ منه كالإصبع، فإذا أذنب ثانياً ضم منه كالإصبع الثانية، حتى يضمَّ جميعه ثم يطبع عليه بطابع.
والثاني: أنها سمة تكون علامة فيهم، تعرفهم الملائكة بها من بين المؤمنين.
والثالث: أنه إخبار من الله تعالى عن كفرهم وإعراضهم عن سماع ما دعوا إليه من الحق، تشبيهاً بما قد انسدَّ وختم عليه، فلا يدخله خير.
والرابع: أنها شهادة من الله تعالى على قلوبهم، بأنها لا تعي الذكر ولا تقبل الحقَّ، وعلى أسماعهم بأنها لا تصغي إليه، والغشاوة: تعاميهم عن الحق. وسُمِّي القلب قلباً لتقلُّبِهِ بالخواطر، وقد قيل:
ما سُمِّيَ الْقَلْبُ إِلاَّ مِنْ تَقَلُّبِهِ *** وَالرَّأْيُ يَصْرِفُ، والإنْسَانُ أَطْوَارُ
والغشاوة: الغطاء الشامل.


قوله تعالى: {يُخَادِعُونَ اللهَ والَّذينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ} يعني المنافقين يخادعون رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، بأن يُظهروا من الإيمان خلاف ما يبطنون من الكفر، لأن أصل الخديعة الإخفاء، ومنه مخدع البيت، الذي يخفى فيه، وجعل الله خداعهم لرسوله خداعاً له، لأنه دعاهم برسالته.
{وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ} في رجوع وباله عليهم.
{وَمَا يَشْعُرُون} يعني وما يفطنون، ومنه سُمِّي الشاعر، لأنه يفطن لما لا يفطن له غيره، ومنه قولهم ليت شعري.


قوله تعالى: {في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: شك، وبه قال ابن عباس.
والثاني: نفاق، وهو قول مقاتل، ومنه قول الشاعر:
أُجَامِلُ أَقْوَاماً حَيَاءً وَقَدْ أَرَى *** صُدُورَهُمُ تَغْلِي عَلَيَّ مِراضُها
والثالث: أن المرض الغمُّ بظهور أمر النبي صلى الله عليه وسلم على أعدائه، وأصل المرض الضعف، يقال: مرَّض في القول إذا ضعَّفه.
{فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضاً} فيه تأويلان:
أحدهما: أنه دعاء عليهم بذلك.
والثاني: أنه إخبار من الله تعالى عن زيادة مرضهم عند نزول الفرائض، والحدود. {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} يعني مؤلم.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8